تأثير إصابة ترامب على الأسواق العالمية

بعد أن ثبتت إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب بفيروس كورونا التي أشعلت المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت الكثير من الجدل خصوصاً بعد عدة ساعات من تصريحات الرئيس وإصراره على أن نهاية الوباء وشيكة لا محالة. هذا الوباء الذي حصد أكثر من 207 آلاف أميركي ودمر الاقتصاد الأميركي والعالمي برمته، وبرغم الاحتياطات والإجراءات الوقائية المتبعة في البيت الأبيض إلا أنَّ الرئيس نفسه لم يسلم من كورونا، ويأتي خبر الاصابة في مرحلة حساسة وقبل ما يقارب الشهر من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الثالث من تشرين الثاني المقبل، وهذا ما يستدعي أن يحجر الرئيس وزوجته نفسيهما إلى أن يتماثلا للشفاء بشكل تام، وهذا يعني غياب الرئيس عن حملته الانتخابية في الأسبوعين المقبلين على أقل تقدير.

لقد تأثرت الأسواق العالمية بخبر إصابة الرئيس وظهرت ردة فعل الأسواق بشكل مضطرب حيث انخفضت الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، وعقود السلع فيما ارتفعت الملاذات الآمنة كالدولار والذهب. لقد تهاوت المؤشرات الرئيسة في الأسواق المالية العالمية مثل وول ستريت مع تباطؤ التعافي الاقتصادي المنشود. عالمياً انخفض سعر صرف الدولار الاسترالي مقابل الأميركي، وأيضا انخفض اليوان الصيني نصف نقطة تقريبا، وكذلك سعر صرف اليورو والجنيه الاسترليني بشكل بسيط.

ارتفع سعر الين الياباني باعتباره ملاذاً آمناً بأكثر من نصف نقطة مئوية مقابل الدولار، وارتفع الدولار أيضاً مقابل سائر العملات الرئيسية، وزاد إقبال المستثمرين على شراء الذهب والدولار بكونهما إحدى الملاذات الآمنة للثروة. وبالرغم من ارتفاع أسعار سندات الخزينة إلا أن العائد على السندات قد تراجع مع توجه المستثمرين لسندات الخزينة كملاذ آمن. أما بالنسبة للنفط فقد انخفضت أسعار النفط في العقود الآجلة ووصل سعر خام برنت إلى 39.5 دولار للبرميل. كما هوت أسعار الأسهم بالنسبة للأسواق الأسيوية والأوروبية لعقود الشراء المستقبلية.

إن إصابة ترامب أدت إلى تفاقم التوترات السياسية من جانب، ومن جانب اخر فقد أدى عدم اليقين بشأن الانتخابات ومدى سرعة تسوية نتائجها إلى زيادة المخاوف الاقتصادية. فيما يرى بعض المحللين أن يكون مرض ترامب قد غيّر الديناميكية في محادثات التحفيز والانعاش الاقتصادي والتوصل إلى حل وسط أوسع بشأن قضايا مثل تمويل حكومات الولايات والحكومات المحلية والتأمين والبطالة. ومن المتوقع أن يبقى الاضطراب حاصلاً في الأسواق العالمية للمرحلة المقبلة حتى يتبلور تأثير إصابة الرئيس على إدارة الحملة الانتخابية وتوقعات نتائج أعمال الأسواق وكذلك الانتخابات الرئاسية. إن الأسواق المالية تتأثر بالسياسة وتداعياتها لذلك نجد أن إصابة الرئيس كان له الأثر الأكبر في تذبذب أداء الاسواق العالمية مع حرص الادارة الاميركية على المحافظة على استقرار السياسة الاقتصادية في المرحلة الحالية، برغم شكوك البعض في احتمالية إصابة القيادات الأميركية بالفيروس.